:للقلب والروح
العمر مثلاً .. رقم خادع ..
من المفروض أن يعكس الخبرة والنضج ، ولكنه واقعا لا يعكس شيئاً ..
فكم من عشريني ناضج .. وكم من خمسيني مراهق يأنف من هم في عمر بنيه عن أفعاله !!
فالعقل والحكمة ليسا بالضرورة نتاجاً تراكمياً لسنواتٍ طويلة ، بل قد تصقلهما ببساطة حرارة التجارب .. المريرة..
والعمر لا يعكس – بالمناسبة – حتى مقدار القوة والنشاط .. فالكسل ، وضعف العزيمة لدي الشاب مشيب مبكر .. والعزيمة في الكهولة تصبغ المرء بالحيوية والكبرياء..
*****
حساب البنك أيضاً .. رقم خادع ..
فالمنطق يقول أن ارتفاع الحساب البنكي يعني ارتفاع المستوى المعيشي .. لكن الواقع ينسف هذه الفكرة ..
فالسخي ينفق حتى لتظنه غنياً ..
والبخيل يعيش حياة الفقراء ويتقشف حتى لتظنه بالفقر مبلياً ..
الحساب البنكي رقم خادع .. لا يعكس مستوى حياة المرء بل .. مدخراته ..
*****
عدد الأصدقاء رقم مضلل أيضا .. فالصداقة استثمار طويل الأجل .. ونحن نرى فيهم – بشكل ما – عزوة وسند ..
لكن بعضنا لديه عشرات ” الأصدقاء ” ولكنه بلا صديق حقيقي ..
إن تلفت في ساعات الهم والعسرة لن يجد منهم أحداً ..
لن يرى بينهم منقذاً ..
فكم من صديق كان ” هبه “
وكم من صديق ضاع المعروف والوقت فيه ” هباء “
*****
قد تفاجئون لكن في الصراعات لا تعني الأرقام شيئاً !
لا تقول الحقيقة !
لا لأن القنوات تفصل الأرقام على هواها فحسب وتتلاعب بها ككرة المونديال بل لأن الأرقام تشير للضحايا لا للحقيقة ..
فكثرة الضحايا من فريق بعينة لا يعني بالضرورة أنه مظلوم !! وتواضع ضحايا فريق لا تعني أنه .. باغي.
في الصراعات .. تضيع الحقيقة – أحيانا- بين الزوايا وتقف يتيمة في حضرة المحاسبين ..!
*****
عدد غرف البيت مثال إضافي ..
يُفترض أن تكون مساحة البيت مؤشر لبحبوحة عيشه ..
لكن الواقع يقول أن بيننا من يعيش في قصور تبدو كالقبور ,, فعندما يسكن العطف والحب جُحراً.. يتسع .. ويصبح رحباً.. أما عندما يغيب عن المكان تتغير مساحته ويصبح خانقاً ، ويتحول لطائر بلا جنحان ..
*****
أعتقد أن فكرتي وصلت ..
كل شيء يكذب إذن .. حتى الأرقام التي تغنينا بصدقها طويلاً !